ساعات الكوارتز الدقة المتناهية
يتساءل البعض لماذا تتميز الساعات التي تعمل على الكوارتز - مهما كانت رخيصة الثمن - بدقة تفوق دقة الساعات الميكانيكية , حتى بعض ما هو باهظ الثمن منها.... ويعود السبب إلى خاصية يتميز بها حجر الكوارتز وتدعى (بيازوكهربائية) وتعني أن هذا الحجر يرتج باستمرار إذا مسه تيار كهربائي.
وفي المراحلالأولى من ابتكار ساعات الكوارتز كانت القضية في مواءمة كمية الطاقة وعددالارتجاجات في رقاقة كوارتز صغيرة يمكن وضعها داخل الساعة , وبعد التجارب والدراسات استقر العلماء على ذبذبة مقدارها 32.768 هيرتز , تولد في الكوارتز 215 ارتجاجاً فيالثانية ، يمكن تحويلها بسهولة إلى عداد قادر على قراءتها. فالشبكةالداخلية تعد هذه الارتجاجات , وتجمع كل مجموعة منها في ثانية واحدة , وتمررها عبرالأسلاك إما إلى جهاز ميكانيكي يحرك عقرب الثواني , وإما إلى شاشة رقمية , حسب نموذج الساعة .
ومخترع ساعة الكوارتز شاب مهندس الكتروني أحدث ثورة في عالم صناعة الساعات التي تقيس الوقت بدقة كبيرة ( ساعة الكوارتز لا تخطئ أكثر من ثانية كلّ ستّ سنوات ) . وقد أدخلت هذه الساعات كموقتات قياسية في جرينيتش عام 1942 م . حيث كانت دقتها تفوق دقة ساعة الرقاص بعشر مرات حيث وصلت إلى 1/1000 ثانية/يوم .
الكوارتز والطب الحديث
وقد أجريت على بللورات الكوارتزتجارب علميه عديدة ثبت بعدها أنها تشع موجات قصيرة ذات تردد ذبذبي عالي ، ولذلك يمكن استخدامها لعلاج بعض الأمراض عند الإنسان عن طريق وضعها بترتيب معين حول وفوق جسده . ويتم ذلك باستلقاء المريض الذي يشكوا من ألام عضلية وروماتزمية شديدة على ظهره ، مادا ذراعيهعموديا على جسمه ، ثم توضع بللورات كبيرة خلف رأسه وأخرى أمام قدميه وثالثه بجوار ذراعه اليمنى ورابعة بجوار ذراعه اليسرى ، ثم تترك جميعها في هذا الوضع لفترة تتراوح ما بين 15 دقيقه وبضع ساعات حسب درجات الألم ، فيلاحظ أن الآلام قد خفت وأحس المريض بانتعاش كبير وحيوية متدفقة بعد عده جلسات ، وأيضا يمكن وضع هذه البللورات فوق الجسم مباشرة على الأجزاء التي يعاني فيها من آلام ، فتزول بعد فترة تطول أو تقصر حسب درجه الألم .
ويفسرالعلماء هذا التحسن في درجه الألم عند المرضى بأن الذبذبات التي تخرج من بللوراتالكوارتز ( والتي تماثل تلكالتي تخرج من أجهزة توليد الأشعة القصيرة ذات التأثير الحراري الساخن ) قد امتصهاالجسم الأثيري للإنسان فعوضت النقص الذي يعاني منه ، والذي سبب الآلام ، وبذلك تخفالآلام ويشفى المريض.
تلسكوب مزروع للعيون المتضررة
فساد العين النقطي «maculardegenerating disease» أي «رؤية بقعة سوداء متمركزة على الشيءالذي يوجه النظر إليه ». وهو حالة عمى غامض تؤثر على مركز شبكية العين . ويبدو أن الأطباء الآن باتوا قريبين من الوصول إلى فتح علاجي لهذا المرض.
إذ تقوم أحد الشركات الأمريكية بتجربة اختراعجديدة ، عبارة عن تلسكوب صغير يزرع في العين على مجموعة من المرضى المتطوعين لتقدير مدى أمانته وكفاءته. ويبلغ طول التلسكوب أربعة ملمترات فيما يبلغ قطره ثلاثةملمترات. وهو عبارة عن أنبوب من الكوارتز له عدسات مكرسكوبية في الداخل ، ونافذة منالكوارتز في كلا الجانبين. هذا الجهاز يستبدل بعدسة العين ويعمل مع القرنية لتكبير وإسقاط الأجسام على المنطقة غير المتضررة من الشبكية. وهو يزرع في عين واحدة فقط. لكي يعطي صورة الأشياء التي أمام نظر الشخص فقط لتمييز الوجوه والأشياء والقراءةومشاهدة التلفاز. أما العين الأخرى فلا يزرع فيها الجهاز لتقوم بمراقبة الأشياء المحيطة غير المواجهة.
وفي التجارب الأولية كانت النتائج ذات وقع جيد على المرضى ، غير أنها لم تكن إعجازية. فالمرضى الذين كانوا يعانون من حالات شديدة تحسن نظرهم أكثر من أولئك الذين لديهم ضرر أقل. وبالنسبة للأضرار الجانبيةالمحتملة ومنها العدوى والالتهاب والقليل من عدم الراحة ، فإنها بشكل عام تكون مشابهة لتلك التي تتبع جراحة المياه الزرقاء في العين. ويقول "د. ستيفن لين" الذي زرع هذه الأجهزة : هذه العدسات لا تعيد الرؤية التي كانت لدى المرضى قبلعشرين عاما. فنحن لا ندعي ذلك، ولكن بالنسبة للناس الذين يعتبرون عميانا من الناحية الوظيفية للعين ، فإن هذا الاختراع مهم كاختراع السيارة.
وتحتاج عملية الزراعةحوالي 15 دقيقة، يعود المرضى بعدها بأربع ساعات إلى منازلهم. لكن قد يحتاج المريضبعدها عدة أشهر من التدريب ليتكيف مع طريقة النظر هذه ، لأن عليه أن يركز عينا على التفاصيل الدقيقة للمنظر المقصود بالوجه مثلا كالشعر والأذنين والرقبة ، بينما تقوم العين الأخرى ذات التلسكوب بتكبير الجزء الداخلي والخارجي للوجه